
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} (آل عمران: من الآية103) قد يقول: [لكن كيف ونحن قد يكون هناك أعداء وعداوات ونفوس متباينة] هو هنا يذكرهم بأنه يتدخل متى ما اتجهتم بصدق إلى أن تعتصموا بحبله جميعاً فهو سيغير النفوس {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} (آل عمران: من الآية103) هذه تعني بأنه ما يمكن في موضوع الوحدة أن تشكل لجنة من هنا وهنا ويضعوا خطة ليلتقي عليها الكل؛ لأن القضية لازم أن تكون الخطة فيها هي الخطة التي يكون الله معها ويقرها هو، لماذا؟ لأن القضية تحتاج إلى تدخل إلهي، القضية تحتاج إلى تدخل إلهي بالنسبة للنفوس، كما قال هنا: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} (آل عمران: من الآية103) مجتمع مُتعادي هل هو قابل لأن يعتصم بحبل واحد، هل هو قابل؟ إذا حصل عنده توجه ونية وآمن من حيث المبدأ واتجه الله يتدخل فيؤلف بين القلوب، إذاً فلازم أن تكون خطة الوحدة أو الخارطة - لمن هم يقدمون خرائط - أن تكون ماذا؟ هي الخطة التي يكون الله معها، لأنها مسألة لازم من تدخل إلهي فيها.
{وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية103) وباعتبار آخر يذكّر المسلمين بأنه أهل الكتاب سيوقعونكم في خسارة لكل ما أوصلكم هدى الله إليه من النعمة العظيمة.
اقراء المزيد